الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012

فضفضة عوانس 1

نعم انا عانس 
عادى يعنى . فى مجتمعنا الشرقى كل من تخطت سن التلاتين بدون ارتباط فهى تحمل لقب عانس . و بما انى تخطيت التلاتين  بشوية سنين فانا حملت اللقب بجدارة . و هذا شرف لو تعلمون عظيم . ما هى البنت فى تصنيفنا المجتمعى و الفكرى الموروث من زمن الحرملك مولودة فى الدنيا علشان تشيل لقب من اتنين . يا لقب مدام . يا لقب عانس 
مزعجة الكلمة . مؤلمة و مهينة كمان . بس للاسف مستخدمة فى مجتمعنا مهما حاولنا نتظهر بالتقدم و ان ده نصيب . و كل الكلام الحلو ده اللى بنصبر بيه نفسنا . يا صديقى البنت فى مصر بتتولد علشان تعد انها تكون زوجة فقط . مهما نجحت و اتعلمت و كبرت فى مهنتها كل ده مالوش قيمة ما دام هى عانس . اما الراجل فمهما كان فشله فى اى شئ . ما حدش بيقوله يا عانس . 
اسالى نفسك يا بنت التلاتين كام مرة سمعتى الكلمة دى من حد قريب او بعيد منك . كام مرة سمعتيها على سبيل الشفقة او الاغاظة او او , بتوجع الكلمة طبعا بس اللى بيقولها لنا ما بيحسش بوجعها . 
ربنا سبحانه و تعالى خلق الانثى فى الاساس علشان تكون زوجة و ام . وظيفتها و كيانها و مهمتها اللى ربنا خلقها علشانها . ما حدش يقدر يعترض على حكمة ربنا . لكن ربنا برضه بتكون ليه حكمة فى ان واحدة من الاناث دول ما تتجوزش . هل لان موش قدرها انها تتجوز تتعاقب على شئ مالهاش يد فيه . ما فيش انثى ربنا خلقها موش بتتمنى تكون زوجة و ام . بس لو موش نصيبها ده . تموت يعنى . 
البنت مهما كبر سنها لو موش متجوزة بتعيش تحت الحصار . حصار السن . الخوف من الوحدة . الخوف من نظرة الناس . الخوف من الحرمان بدفء العيلة و الزوج و الاطفال . بنخاف و بنخاف اوى و من حاجات كتير . بس بنضطر ندارى خوفنا تحت قناع البرود و الرضا بالنصيب و التظاهر بالقوة . بس موش معنى كده اننا اقوياء فعلا 
بنعيش تحت حصار العيب كمان . ما ينفعش تخرجى و تتاخرى . ما ينفعش تسافرى . ما ينفعش تعملى اى حاجة انتى لسه بنت . طيب يعنى انا لو ما اتجوزتش حياتى تقف علشان كده . ليه ؟؟؟ 
اللى بيقول لاى بنت فينا يا عانس . اللى بيمصمص شفايفه من حسرته عارف احنا بنتوجع من جوة قد ايه . طيب اللى بيقول احنا السبب علشان بنجرى ورا شغلنا و االفلوس و المظاهر او عاوزين نقلد الغرب . حط نفسه مكانا . عمر الراجل ما يقدر يفهم الاحساس ده ابدا . مهما مكانتى عليت و كان معايا فلوس كل ده عمره ما يعوضنى عن احساسى بالامومة اللى مفتقداه . عن رغبتى فى طفل و راجل  يبقوا معايا و حواليا . اللى بيوجع موش بس الرغبة فى اشباع حاجة جسدية معينة . اللى بيوجع اكتر ان جزء كبير من كيانى كانثى انا موش لاقياه . تفاصيل صغيرة موش بيقدر قيمتها غير المحروم منها . لحظة ما بتمشى يا عزيزتى مع جوزك و ابنك فى الشارع . ساعة ما بتشترى طلبات البيت من السوبر ماركت انتى و البيه بتاعك . اما ابنك بينقطك و هو بيحل واجب الحضانة و بيتشاقى و انتى عاوزة ترميه من الشباك . تفاصيل صغيرة اوى اوى موش بيقدر قيمتها غير اللى محروم منها 
المجتمع اللى بيحكم علينا بالعنوسة هو مشارك فى مشكلتنا دى . باسباب و حاجات كتير . المجتمع اللى بيظلمنا و بيبصلنا اننا مهما علينا و كبرنا فى شغلنا و حياتنا موش كاملين . بيعاقبنا على ارادة ربنااللى اختارت لينا ده . و يمكن ده يكون احسن كتير من جوازة فاشلة تنتهى بالطلاق او بزواج مع ايقاف التنفيذ لاتنين موش طايقين بعض بس بيكملوا لانهم اجبن من انهم يقرروا الانفصال . 
احنا بنتعذب علشان بينا و بين نفسنا عارفين اننا ناقصنا حاجة مهمة اوى فى فطرتنا و طبيعتنا و خلقتنا كستات . موش بايدنا لكن بنتعذب مع قبولنا بقضاء الله . بس ده احساس بشرى طبيعى . موش ناقصين كمان عذابكم لينا بنظرة او كلمة او مصمصة شفايف يعنى 
ارحمونا 
فضفضة العوانس ليها بقية . ان كان فى العمر بقية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق